الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **
وفد بني تميم 30316- عن جابر قال: جاءت بنو تميم بشاعرهم وخطيبهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنادوه يا محمد اخرج إلينا فإن مدحنا زين وإن سبنا شين، فسمعهم النبي صلى الله عليه وسلم فخرج عليهم وهو يقول: إنما ذلكم الله عز وجل فما تريدون؟ قالوا: نحن ناس من بني تميم جئناك بشاعرنا وخطيبنا لنشاعرك ونفاخرك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بالشعر بعثنا ولا بالفخار أمرنا ولكن هاتوا فقال الأقرع بن حابس لشاب من شبابهم: يا فلان قم فاذكر فضلك وفضل قومك فقال: الحمد لله الذي جعلنا خير خلقه وآتانا أموالا نفعل فيها ما نشاء فنحن من خير أهل الأرض وأكثرهم عددا وأكثرهم سلاحا فمن أنكر علينا قولنا فليأت بقول هو أحسن من قولنا، وبفعال هو أفضل من فعالنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لثابت بن قيس بن شماس الأنصاري وكان خطيب النبي صلى الله عليه وسلم: قم فأجبه فقام ثابت فقال: الحمد لله أحمده وأستعينه وأؤمن به وأتوكل عليه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ودعا المهاجرين من بني نمر أحسن الناس وجوها وأعظم الناس أحلاما فأجابوه، الحمد لله الذي جعلنا أنصاره ووزراء رسوله وعزا لدينه فنحن نقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله فمن قالها منع منا ماله ونفسه، ومن أباها قاتلناه، وكان رغمه في الله علينا هينا، أقول قولي هذا وأستغفر الله للمؤمنين والمؤمنات، فقال الزبرقان بن بدر لرجل منهم: يا فلان قم واذكر أبياتا تذكر فيها فضلك وفضل قومك فقام فقال: نحن الكرام فلا حي يعادلنا * نحن الرؤوس وفينا يقسم الربع ونطعم الناس عند المحل كلهم * من السديف إذا لم يؤنس القزع إذا أبينا فلا يأبى لنا أحد * إنا كذلك عند الفخر نرتفع ( السديف: شحم السنام.) ( القزع: السحاب: أي نطعم الشحم في المحل. النهاية 2/355. ب) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي بحسان بن ثابت فذهب إليه الرسول فقال: وما يريد مني رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما كنت عنده آنفا؟ قال: جاءت بنو تميم بشاعرهم وخطيبهم فتكلم خطيبهم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثابت بن قيس فأجابه وتكلم شاعرهم فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إليك لتجيبه، فقال حسان: قد آن لكم أن تبعثوا إلي هذا العود - والعود الجمل الكبير - فلما أن جاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا حسان قم فأجبه فقال: يا رسول الله مره فليسمعني ما قال فقال: أسمعه ما قلت فأسمعه فقال حسان: نصرنا رسول الله والدين عنوة * على رغم باد من معد وحاضر بضرب كإيزاع المخاض مشاشه * وطعن كأفواه اللقاح الصوادر وسل أحدا يوم استقلت شعابه * بضرب لنا مثل الليوث الخوادر ألسنا نخوض الموت في حومة الوغى * إذا طاب ورد الموت بين العساكر ونضرب هام الدارعين وننتمي * إلى حسب من جذم غسان قاهر فأحياؤنا من خير من وطئ الحصى * وأمواتنا من خير أهل المقابر فلولا حياء الله قلنا تكرما * على الناس بالخيفين هل من منافر (عنوة: عنا يعنو عنوة إذا أخذ الشيء قهرا، وكذلك إذا أخذه صلحا فهو من الأضداد. المصباح 2/593. ب) (كإيزاع المخاض مشاشه: جعل الإيزاع موضع التوزيع وهو التفريق، وأراد بالمشاش ههنا البول، وقيل: هو بالغين المعجمة وهو بمعناه. لسان العرب 8/391. ب) (الخوادر: خدر الأسد وأخدر فهو خادر ومخدر: إذا كان في خدره، وهو بيته. النهاية 2/13. ب) (جذم: الجذم: الأصل. النهاية 1/252. ب) (بالخيفين: الخيف: ما ارتفع عن مجرى السيل وانحدر عن غلظ الجبل. ومسجد منى يسمى مسجد الخيف، لأنه في سفح جبلها. النهاية 2/93. ب) فقام الأقرع بن حابس فقال: إني والله يا محمد لقد جئت لأمر ما جاء له هؤلاء إني قد قلت شعرا فاسمعه فقال: هات فقال: أتيناك كيما يعرف الناس فضلنا * إذا اختلفوا عند ادكار المكارم وإنا رؤوس الناس من كل معشر * وأن ليس في أرض الحجاز كدارم وإن لنا المرباع في كل غارة * تكون بنجد أو بأرض التهائم (المرباع: في حديث هشام في وصف ناقة (إنها لمرباع مسياع) هي من النوق التي تلد في أول النتاج. النهاية 2/189. ب) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا حسان فأجبه فقام وقال: بنو دارم لا تفخروا إن فخركم * يعود وبالا بعد ذكر المكارم هبلتم علينا تفخرون وأنتم * لنا خول ما بين قن وخادم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد كنت غنيا يا أخا بني دارم إن يذكر منك ما قد كنت ترى أن الناس قد نسوه منك فكان قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد عليه من قول حسان، ثم رجع حسان إلى قوله: وأفضل ما نلتم من الفضل والعلى * ردافتنا من بعد ذكر المكارم فإن كنتم جئتم لحقن دمائكم * وأموالكم أن تقسموا في المقاسم فلا تجعلوا لله ندا وأسلموا * ولا تفخروا عند النبي بدارم وإلا ورب البيت مالت أكفنا * على رأسكم بالمرهفات الصوارم (بالمرهفات: يقال: رهفت السيف وأرهفته فهو مرهوف ومرهف أي رققت حواشيه، وأكثر ما يقال مرهف النهاية (2/283). ب) فقام الأقرع بن حابس فقال: يا هؤلاء ما أدري ما هذا الأمر تكلم خطيبنا فكان خطيبهم أرفع صوتا وأحسن قولا، وتكلم شاعرنا فكان شاعرهم أرفع صوتا وأحسن قولا، ثم دنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يضرك ما كان قبل هذا. الروياني وابن منده وأبو نعيم وقال: غريب تفرد به المعلى بن عبد الرحمن بن الحكيم الواسطي، قال (قط): هو كذاب، (كر). 30317- عن عمران بن حصين قال: قدم وفد بني نهد (بني نهد: هم قبيلة باليمن كانوا يتكلمون بألفاظ غريبة وحشية لا تعرفها أكثر العرب، وكان صلى الله عليه وسلم يخاطب كل قوم ويكاتبهم بلغتهم وذلك من أنواع بلاغته صلى الله عليه وسلم فكان يتكلم مع كل ذي لغة غريبة بلغته ومع كل ذي لغة بليغة بلغته اتساعا في الفصاحة واستحداثا للألفة والمحبة فكان يخاطب أهل الحضر بكلام ألين من الدهن وأرق من المزن، ويخاطب أهل البدو بكلام أرسى من الهضب وأرهف من الغضب فانظر إلى دعائه صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة حين سألوه ذلك فقال: اللهم بارك لهم في مكيالهم وبارك لهم في صاعهم ومدهم، وفي رواية، اللهم بارك لنا في تمرنا وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في صاعنا وبارك لنا في مدنا، اللهم إني أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك إبراهيم لمكة ثم انظر دعاءه لبني نهد وقد وفدوا عليه في جملة الوفود فقام طهفة بن رهم الهندي يشكو الجدب إليه فقال: يا رسول الله أتيناك من غوري تهامة الخ الحديث. السيرة النبوية للدحلان على هامش السيرة الحلبية 3/80 و 81. قال صاحب التعليق على كنز العمال الطبعة الثانية 10/408: لما كان حديث طهفة بن زهير الوافد إلى النبي صلى الله عليه وسلم في سنة تسع مع أكثر وفود العرب كما في الاستيعاب وشكاته من جدب بلاده وجوابه عنه عليه السلام قد عنى بشرحه وتفسير ألفاظه أكابر أئمتنا رحمهم الله ورأوا أن الحاجة ماسة إلى ذلك لما اشتملت عليه من غرابة الألفاظ التي لا يعرفها أكثر العرب لما بيننا وبينهم من التفاوت البعيد فنحن أشد حاجة منهم إلى ذلك وقد نقل شرحها وتفسير ألفاظها مفتي الشافعية بمكة المشرفة السيد أحمد دحلان في سيرته المشهورة عن المواهب اللدنية، فاقتفينا أثرهما في ذلك تسهيلا على المطالعين وإعانة للشاردين، وقد أورد تلك الشكاة صاحب كنز العمال من طريقين: طريق عمران بن حصين رضي الله عنه وهي هذه، ومن طريق علي رضي الله عنه وهي الآتية في رقم (30325) وفيهما اختلاف في الزيادة والنقصان وكثرة التحريف وقلته، وبالنظر في كل من الطريقين يحصل للناظر معرفة تفسير ألفاظ الشكاة وجوابها، وما كان من تصحيف فيهما صححناه في متن الكنز اكتفاء بما في التعليق، وما كان بين حاجزين في المتن فهو من المنقول عنه قال: أي طهفة: غوري الخ.) بن زيد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أتيناك من غوري (غوري تهامة: ما انحدر منها) تهامة على أكوار (أكوار الميس: الأكوار: الرجل. الميس: بفتح الميم وسكون التحتية: شجر صلب تعمل منه رحال الإبل.) الميس، ترتمي بنا العيس، نستجلب (نستجلب الصبير: بالحاء المهملة، والصبير: بفتح الصاد المهملة وكسر الوحدة سحاب أبيض متراكب يتكاثف، أي: نستدر السحاب) الصبير، ونستخلب (ونستخلب الخبير: بالخاء المعجمة فيهما، والخبير: هو العشب في الأرض شبه بخبير الإبل وهو وبرها واستخلابه احتشاشه بالمخلب وهو المنجل، وقيل نستخلب الخبير أي نقتطع النبات ونأكله) الخبير، ونستعضد (ونستعضد البرير: أي نقطعه، والبرير: ثمر الأراك وكانوا يأكلونه في الجدب لقلة الزاد) البرير، ونستخيل (ونستخيل الرهام: بكسر الراء وهي الأمطار الضعيفة واحدتها رهمة أي نتخيل الماء في السحاب القليل) الرهام، ونستجيل (ونستجيل الجهام: بالجيم أي نراه جائلا يذهب به الريح ههنا وههنا، والجهام بفتح الجيم: السحاب الذي فرغ ماؤه) الجهام، من أرض (من أرض غائلة النطا: بكسر النون أي المهلكة للبعد: يقال: بلد نطي أي بعيد) غائلة النطا، غليظة الوطا (غليظة الوطا: الوطء والوطا: والميطأ ما انخفض من الأرض بين النشاز والاشراف. القاموس 321) قد نشف (قد نشف المدهن: المدهن بالضم: نقرة في الجبل ومستنقع الماء وكل موضع حفره السيل وآلة الدهن وقارورته وهذا كناية عن جفاف الماء في جميع نواحيهم) المدهن، ويبس (ويبس الجعثن: الجعثن: بالجيم والمثلثة المكسورتين بينهما مهملة ساكنة آخره نون: أصل النبات) الجعثن، وسقط (وسقط الأملوج من البكارة: الأملوج بضم الهمزة واللام وبالجيم: هو نوى المقل كما في حديث طهفة. وقيل: هو ورق من أوراق الشجر، يشبه الطرفاء والسرو. وقيل: هو ضرب من النبات ورقه كالعيدان. وفي رواية (سقط الأملوج من البكارة) هي جمع بكر، وهو الفتي السمين من الإبل: أي سقط عنها ما علاها من السمن برعي الأملوج. فسمى السمن نفسه أملوجا على سبيل الاستعارة. قاله الزمخشري في الفائق. 6/2 النهاية 4/353. ب) الأملوج من البكارة، ومات (ومات العسلوج: بضم العين والسين المهملتين آخره جيم: هو الغصن إذا يبس وذهبت طراوته يريد أن الأغصان يبست وهلكت من الجدب) العسلوج، وهلك (وهلك الهدي: بفتح الهاء وكسر الدال المهملة وشد الياء كالهدي بسكون الدال وتخفيف الباء: ما يهدى إلى البيت الحرام من النعم لينحر، فأطلق على جميع الإبل وإن لم تكن هدايا لصلوحها له تسمية للشيء ببعضه) الهدي، ومات (ومات الودي: بشد الياء: هو فسيل النخل يريد هلكت الإبل ويبست النخيل) الودي، برئنا (وبرئنا إليك من الوثن: أي الصنم يعنون أنهم تركوا عبادة الأصنام والالتجاء إليها) يا رسول الله من الوثن والعنن (والعنن: وفي حديث طهفة (برئنا إليك من الوثن والعنن) العنن: الاعتراض. يقال: عن لي الشيء أي اعترض، كأنه قال: برئنا إليك من الشرك والظلم. وقيل: أراد به الخلاف والباطل: ومنه حديث سطيح. أم فاز فازلم به شأو العنن يريد اعتراض الموت وسبقه. النهاية 3/313. ب)، وما يحدث الزمن، لنا دعوة المسلمين وشريعة الإسلام، ما طما (ما طما البحر: بالطاء المهملة أي: ارتفع بأمواجه) البحر وقام تعار (وقام تعار: بكسر المثناة بالفوقية بعدها عين مهملة فألف فراء بزنة كتاب: اسم جبل يصرف ولا يصرف باعتبار المكان والبقعة) ولنا (ولنا نعم همل: بفتحتين أي مهملة لا رعاة لها ولا فيها ما يصلحها ويهديها فهي كالضالة) نعم همل، أغفال (أغفال: الإبل الأغفال: التي لا لبن فيها) لا تبض (لا تبض ببلال: أي ما يقطر منها لبن. يقال: بض الماء إذا قطر وسال. النهاية 1/132. والبلال أراد به اللبن. النهاية 1/153. ب) ببلال، ووقير (ووقير: الوقير: القطيع من الغنم) كثير الرسل (كثير الرسل: بفتح الراء أي شديدة التفرق في طلب الرعي)، قليل (قليل الرسل: بكسر فسكون: اللبن) الرسل، أصابنا سنية (سنية: بالتصغير للتعظيم) حمراء (حمراء: شديدة أي أصابها جدب شديد) مؤزلة (مؤزلة: آتية بالأزل أي القحط) ليس لها علل (ليس لها علل: هو الشرب ثانيا) ولا نهل (ولا نهل: هو الشرب أولا أي لشدة القحط) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم بارك لهم في محضها (في محضها: بالحاء المهملة والضاد المعجمة: أي خالص لبنها) ومخضها (ومخضها: بالمعجمتين: ما مخض من اللبن وهو الذي حرك في السقاء حتى يتميز زبده فيؤخذ منه) ومذقها (ومذقها: وهو اللبن الممزوج بالماء، والضمائر لأرضهم أو أنعامهم المذكورة في كلام طهفة فدعا النبي صلى الله عليه وسلم لهم في ألبانهم بأقسامها والقصد الدعاء لهم بخصب أرضهم وسقيها فكأنه قال: اللهم أسق بلادهم واجعلها مخصبة ملبنة) وفرقها (وفرقها: بكسر الفاء وبعضهم يقول بالفتح، وهو مكيال يكال به اللبن. النهاية 3/440. ب) واحبس (واحبس: وفي كلام طهفة: (رأيت راعيها) وفي الكنز واحبس) راعيها على الدثر (الدثر: بالمهملة المفتوحة ثم المثلثة الساكنة ويجوز فتحها ثم الراء: المال الكثير وقيل: الخصب والنبات الكثير لأنه من الدثار وهو الغطاء لأنها تغطي وجه الأرض) ويانع الثمر، وافجر (وافجر لهم الثمد: بفتح المثلثة وإسكان الميم وتفتح: الماء القليل أي صيره كثيرا) لهم الثمد، وبارك لهم في الولد من أقام الصلاة كان مؤمنا، ومن أدى الزكاة لم يكن غافلا، ومن شهد أن لا إله إلا الله كان مسلما، لكم يا بني نهد ودائع (ودائع الشرك: قيل: المراد بها العهود والمواثيق التي كانت بينهم وبين من جاورهم من الكفار) الشرك، ووضائع (وضائع الملك: بكسر الميم: هي الوظائف التي تكون على الملك وهو ما يلزم الناس في أموالهم من الزكاة والصدقة أي لكم الوظائف التي تلزم المسلمين لا تتجاوز عنكم ولا نزيد عليكم فيها شيئا بل أنتم كسائر المسلمين) الملك، ما لم يكن عهد ولا موعد، ولا تثاقل (ولا تثاقل: يعني لا تتثاقل عن الصلاة أي لا تتخلف عنها وعن أدائها في وقتها) عن الصلاة، ولا تلطط في (ولا تلطط: بضم المثناة الفوقية ثم اللام الساكنة ثم طاءين الأولى مكسورة والثانية ساكنة أي لا تمنع الزكاة يقال لط الغريم إذا منعه حقه. وقال في النهاية 4/250: في حديث طهفة (لا تلطط في الزكاة) أي لا تمنعها. يقال: لط الغريم وألط؛ إذا منع الحق. ولط الحق بالباطل، إذا ستره. قال أبو موسى: هكذا رواه القتيبي على النهى للواحد. والذي رواه غيره (ما لم يكن عهد ولا موعد) ولا تثاقل عن الصلاة، ولا يلطط في الزكاة، ولا يلحد في الحياة) وهو الوجه؛ ولأنه خطاب للجماعة، واقع على ما قبله) الزكاة، ولا تلحد (ولا تلحد: بضم المثناة الفوقية وإسكان اللام وكسر الحاء المهملة آخره دال مهملة أي: لا تمل عن الحق ما دمت حيا، والخطاب لطهفة بن رهم، وفي السيرة الدحلانية: ولا تلحد في الحياة بصنيعة الفعل وقال في النهاية 4/236 ومنه حديث طهفة (لا يلطط في الزكاة ولا يلحد في الحياة) أي لا يجري منكم ميل عن الحق ما دمتم أحياء. قال أبو موسى: رواه القتيبي (لا تلطط ولا تلحد) على النهى للواحد ولا وجه له؛ لأنه خطاب للجماعة) في الحياة، من أقر بالإسلام فله ما في الكتاب، ومن أقر بالجزية، فعليه (فعليه الربوة: بكسر الراء وفتحها وضمها أي الزيادة يعنى من تقاعد عن إعطاء الزكاة فعليه الزيادة في الفريضة عقوبة له وهو صادق بأي زيادة كانت أي يزاد في عقوبته ولو بقتاله فإن مانع الزكاة يقاتل. أخي القارئ الكريم: لقد نقلت إليك وحرصت أشد الحرص على شرح هذه الألفاظ الغريبة الواردة في الحديثين رقم 30317 و 30325 من السيرة النبوية للشيخ أحمد دحلان ومن التعليق على كنز العمال الطبعة الثانية ومن كتب اللغة وإذا أردت المراجعة فارجع إلى السيرة للدحلان من صفحة 82 - 85 على هامش السيرة الحلبية وإلى التعليق على كنز العمال 10/409 - 412 تجد بغيتك وإذا رأيت خطأ فأصلحه جزاك الله خيرا. ب) الربوة، وله من رسول الله صلى الله عليه وسلم الوفاء بالعهد والذمة. الديلمي (حديث طهفة بن زهير أورده ابن الأثير في أسد الغابة رقم (2643) (3/96) وفسر الغريب من الحديث لغاية دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم بارك لهم في محضها... الخ. ص). 30318- عن حبيب بن فديك بن عمرو السلاماني أنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد سلامان. أبو نعيم. 30319- عن أبي ظبيان عمير بن الحارث الأزدي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من قومه منهم الحجن بن المرقع أبو سبرة ومخلف وعبد الله بن سليمان وعبد شمس بن عفيف بن زهير وسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله وجندب بن زهير وجندب بن كعب والحارث بن الحارث وزهير بن مخشى والحارث بن عامر وكتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا: أما بعد فمن أسلم من غامد فله ما للمسلمين حرمة ماله ودمه ولا يحشر (ولا يحشر: في الحديث (إن وفد ثقيف اشترطوا أن لا يعشروا ولا يحشروا) أي لا يندبون إلى المغازي ولا تضرب عليهم البعوث. النهاية 1/389. ب) ولا يعشر وله ما أسلم عليه من أرض. (خط) في المتفق والمفترق، (كر) (الحديث أورده ابن الأثير في أسد الغابة رقم /4060/(4/288) واستدركت التصحيف والنقص منه. ص).*تتمة الوفود 30320- {مسند حصين بن عوف الخثعمي (ليست النسبة هنا صحيحة في مسند حصين ولكن الصواب ما ذكره ابن الأثير في أسد الغابة رقم (1192) حصين بن مشمت الجماني له صحبة وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه بيعة الإسلام وذكر الأبيات واستدركت التصحيح من أسد الغابة (2/29) وهكذا ذكره ابن حجر في الإصابة (2/259) باختلاف واضح في الأبيات فراجعه إن شئت. ص)} وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعه بيعة الإسلام وصدق إليه صدقة ماله وأقطعه النبي صلى الله عليه وسلم مياها عدة بالمروت وإسناد أجراد منها أصهب ومنها الماعرة ومنها أهوى ومنها المهاد ومنها السديرة وشرط النبي صلى الله عليه وسلم على حصين بن مشمت فيما قطع له أن لا يقطع مرعاه ولا يباع ماؤه، وشرط النبي صلى الله عليه وسلم على حصين بن مشمت أن لا يبيع ماءه ولا يمنع فضله فقال زهير بن عاصم بن حصين شعرا: إن بلادي لم تكن أملاسا * بهن خط القلم الأنقاسا من النبي حيث أعطى الناسا * فلم يدع لبسا ولا التباسا (الأنقاسا: النقس - بالكسر -: المداد جمع أنقاس وأنقس، ونقس دواته تنقيسا جعله فيها. القاموس 2/256. ب). (طب) وأبو نعيم - عن حصين بن مشمت الجماني. 30321- {مسند حوشب ذي ظليم} عن محمد بن عثمان بن حوشب عن أبيه عن جدع قال: لما أن أظهر الله محمدا صلى الله عليه وسلم انتدبت إليه من الناس في أربعين فارسا مع عبد شر فقدموا عليه المدينة بكتابي فقال أيكم محمد؟ قالوا: هذا قال: ما الذي جئتنا به فإن يك حقا اتبعناك؟ قال: تقيموا الصلاة وتعطوا الزكاة وتحقنوا الدماء وتأمروا بالمعروف وتنهوا عن المنكر فقال عبد شر: إن هذا لحسن مد يدك أبايعك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما اسمك؟ قال: عبد شر قال: لا بل عبد خير، وكتب معه الجواب إلى حوشب (حوشب بن طخية ويعرف بذي ظليم وعداده في أهل اليمن. ذكره ابن الأثير في أسد الغابة (2/70). ص) ذي ظليم فآمن. أبو نعيم. 30322- عن أبي حميد قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن العلماء من صاحب أيلة بكتاب وأهدى له بغلة فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهدى له بردا. ابن جرير. 30323- عن أبي هريرة قال: قدم جهيش بن أويس النخعي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه من مذحج فقالوا: يا رسول الله إنا حي من مذحج، ثم ذكر حديثا طويلا فيه أبيات شعر. أبو نعيم (في الحديث تصحيف فاستدركته من الإصابة (2/115) ثم ذكر الأبيات الشعرية التي نوهنا عنها في الحديث وهي: ألا يا رسول الله أنت مصدق * فبوركت مهديا وبوركت هاديا شرعت لنا دين الخنيفة بعدما * عبدنا كأمثال الحمير طواغيا وقال ابن الأثير في أسد الغابة (1/368) وفي إسناد حديثه نظر. ص. ملاحظة: أخي القارئ الكريم كل لفظ غريب لم تجد شرحه هنا تجده في حديث رقم 30317). 30324- عن أنس قال: لما قدم أهل البحرين وقدم الجارود وافدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرح به وقربه وأدناه. أبو نعيم. 30325- عن علي أن وفد نهد قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم طهفة بن زهير فقال: أتيناك يا رسول الله على غورى تهامة على أكوار الميس، ترتمي بنا العيس، نستحلب الصبير، ونستخلب الخبير، ونستخيل الرهام، ونستحيل الجهام، من أرض بعيدة النطا غليظة الوطا، قد نشف المدهن، ويبس الجعثن، وسقط الأملوج ومات العسلوج، وهلك الهدي، ومات الودي، برئنا إليك يا رسول الله من الوثن والعنن، وما يحدث الزمن، ولنا نعم همل أغفال ووقير قليل الرسل، يسير الرسل، أصابتها سنة حمراء أكدى (أكدى: بخل أو قل خيره أو قلل عطاءه. القاموس 4/382. ب) فيها الزرع وامتنع فيها الضرع (الضرع: لكل ذات ظلف أو خف. المختار 301. ب)، ليس لها علل ولا نهل؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم بارك لهم في مخضها ومحضها ومذقها واحبس راعيها على الدثر، ويانع الثمر، وافجر لهم الثمد، وبارك لهم في الولد، ثم كتب معه كتابا نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني نهد: السلام عليكم من أقام الصلاة كان مؤمنا، ومن آتى الزكاة كان مسلما، ومن شهد أن لا إله إلا الله لم يكتب غافلا، لكم في الوظيفة (لكم في الوظيفة الفريضة: الوظيفة: الحق الواجب. والفريضة هي الهرمة المسنة التي انقطعت عن العمل والانتفاع بها؛ أي: لا نأخذ في الصدقات هذا الصنف كما لا نأخذ خيار المال. ويروى عليكم في الوظيفة الفريضة أي في كل نصاب ما فرض فيه. النهاية 3/432 من قوله: ويروى الخ. ب) الفريضة ولكم الفارض (الفارض: بالفاء والضاد المعجمة: المريضة أي فهي لكم لا نأخذها في الزكاة أيضا) والفريش (والفريش: بالفاء وكسر الراء وتحتية ساكنة آخره شين معجمة: وهي من الإبل الحديثة العهد بالنتاج كالنفاس من بني آدم؛ أي لكم خيار المال كالفريش لأنها لبون نفيسة ولكم شراره أيضا كالفريضة والفارض ولنا وسطه رفقا بالفريقين) وذو العنان (وذو العنان: بكسر العين ونونين بينهما ألف: سير اللجام) والركوب (والركوب: بفتح الراء: الفرس الذلول - المذلل المركوب - أي لا تؤخذ الزكاة من الفرس المعد للركوب بخلاف المعد للتجارة) والفلو (والفلو: بفتح الفاء وضم اللام وشد الواو: المهر الصغير) والضبيس (والضبيس: بفتح المعجمة وكسر الموحدة آخره سين مهملة: العسر الركوب الصعب، امتن عليهم بترك الصدقة في الخيل جيدها وهو ذو العنان الركوب، ورديها وهو الفلو الضبيس أي أظهر المنة عليهم في ذلك لأن الله ما أوحى إليه بأخذ الزكاة في ذلك فهي غير واجبة فيه لا عليهم ولا على غيرهم)، لا يمنع (لا يمنع سرحكم: بضم المثناة التحتية وفتح النون (سرحكم بفتح السين المهملة وسكون الراء وبالحاء المهملة: ما سرح من المواشي أي لا يدخل عليكم عهد في مراعيكم، والمراد أن مطلق الماشية لا تمنع عن مرعاها) سرحكم، ولا يعضد (ولا يعضد طلحكم: أي لا يقطع شجركم الذي لا ثمر له فغيره من باب أولى) طلحكم ولا يحبس (ولا يحبس دركم: أي لا تحبس ذوات اللبن عن المرعى إلى أن تجتمع الماشية ثم تعد أي يعدها الساعي لما فيه من ضرر صاحبها بعدم رعيها ومنع درها، والقصد الرفق بمن تؤخذ منهم الزكاة؛ والمعنى لا نأخذ ذات الدر لما في ذلك من الأضرار) دركم ما لم تضمروا (ما لم تضمروا إماقا: أي ما لم تحلفوا أو تكتموا. الإماق: أي الحمية والأنفة وهو بكسر الهمزة وميم ساكنة وهمزة ممدودة النهاية 4/279.) إماقا، ولم تأكلوا (ولم تأكلوا رباقا: الرباق بكسر الراء وبالموحدة المخففة جمع ربق أصله الحبل الذي يجعل فيه عرى وتشد به البهمة لتتخلص من الرباط أي إلا أن تنقضوا العهد فاستعار الأكل لنقض العهد استعارة تصريحية أو تمثيلية وشبه ما يلزم من العهد بالرباق واستعار الأكل لنقضه، والمعنى هذا أمر مقدر عليكم منا ما لم تنقضوا العهد وترجعوا عن الإسلام، فإن فعلتم فعليكم ما على الكفرة. قال في المواهب: فانظر إلى هذا الدعاء والكتاب الذي انطبق على لغتهم أي من حيث المماثلة في غرابة الألفاظ مع أنه زاد عليها في الجزالة أي حسن النظم والتأليف. 3/85 السيرة النبوية للدحلان على هامش السيرة الحلبية) رباقا. ابن الجوزي في الواهيات وقال: لا يصح، فيه مجهولون وضعفاء. 30326- عن ابن عباس أن الحجاج بن علاط أهدى لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيفه ذا الفقار، ودحية الكلبي أهدى له بغلته الشهباء. أبو نعيم.
|